البصمة الجينية: باحثان يُحدثان ثورة في علم الوراثة!
سيحصل دافور سولتر وعظيم صوراني على جائزة بول إرليخ في فرانكفورت في 14 مارس 2026 لاكتشافهما البصمة الجينية.

البصمة الجينية: باحثان يُحدثان ثورة في علم الوراثة!
في 16 سبتمبر 2025، أُعلن أن دافور سولتر وعظيم صوراني سيحصلان على جائزة بول إرليخ ولودفيغ دارمشتيدر لعام 2026. أعلن ذلك مجلس أمناء مؤسسة بول إيرليك. ويتم تكريم العالمين لاكتشافاتهما الرائدة في مجال البصمة الجينية، والتي أحدثت ثورة في فهم علم الوراثة.
إن البصمة الجينية، وهي ظاهرة تتم فيها معالجة المعلومات الوراثية للبويضات والحيوانات المنوية بشكل مختلف، تتحدى النظريات الكلاسيكية في علم الوراثة. وجد سولتر وصوراني أن بعض الجينات تم تمييزها بطريقة لا يمكن قراءتها إلا من أحد الوالدين. وهذا له آثار هائلة، ليس فقط على الأبحاث الأساسية، ولكن أيضًا على علم الوراثة اللاجينية الحديث.
اختراق علمي
وكجزء من بحثهم، اكتشف الفائزون بالجائزة أن الآباء في الثدييات ينقلون فقط جينات معينة في شكل نشط. أظهرت دراساتهم على الحمل البكر أن الأجنة التي تحتوي على نواتين من الأب أو اثنين من الأمهات غير قابلة للحياة. في المقابل، تطورت الأجنة التي تحتوي على نواة ذكر وأنثى إلى فئران سليمة. وقد تم دعم هذه النتائج من خلال تقنيات زرع نواة الخلايا الجرثومية.
مصطلح "البصمة الجينومية" صاغه الصوراني، وأدت دراساته إلى تحديد الجينات المطبوعة الأولى في عام 1991، بما في ذلك IGF2R وIGF2. أشارت هذه الاكتشافات إلى أن الكروموسومات المادية والأبوية تساهم بمعلومات ووظائف مختلفة في عمليات النمو.
دور الجين IGF2
يلعب جين IGF2، الموجود في موضع الكروموسومات 11p15.5، دورًا مركزيًا في النمو الجنيني للثدييات. يتم التحكم فيه من قبل العديد من المروجين الذين ينشطون في مراحل مختلفة من التطوير. منتج هذا الجين هو IGF-II، وهو رابطة معززة للنمو لها تأثيرات استبدادية ونظيرة صماء والتي قد ترتبط أيضًا بتكوين الأورام.
تظهر الأبحاث أن التنظيم التعبيري لجين IGF2 أمر بالغ الأهمية لعمليات مثل نمو الجنين والمشيمة. يمكن أن تؤدي الانحرافات في تنظيم التعبير إلى أمراض خطيرة، بما في ذلك متلازمة بيكويث فيدمان ومتلازمة أنجلمان. في هذه الأمراض، يمكن أن تكون العيوب الجينية التي تؤدي إلى استرخاء البصمة ناجمة عن الحذف الدقيق أو الطفرات النقطية في منطقة مركز البصمة.
من الجدير بالذكر أن خلل تنظيم IGF-II يرتبط أيضًا بالأمراض التنكسية العصبية، مما يسلط الضوء على أهمية هذه الجينات في فهم عمليات النمو والمرض. يتم اعتبار جين IGF2 بشكل متزايد هدفًا محتملاً لعلاجات السرطان المبتكرة.
سيقام حفل توزيع جوائز دافور سولتر وعظيم سوراني في 14 مارس 2026 في كنيسة بولس في فرانكفورت. وتبلغ قيمة الجائزة 120 ألف يورو، ويتم منحها منذ عام 1952 لتكريم الإنجازات المتميزة في مجال البحث الطبي. خلال مسيرتهما المهنية الطويلة، ساهم كل من سولتر وصوراني بشكل كبير في توضيح الآليات اللاجينية وكان لهما تأثير حاسم على مجال علم الوراثة اللاجينية التجريبي. ولم تُحدث اكتشافاتهم ثورة في فهم علم الوراثة فحسب، بل فتحت أيضًا آفاقًا جديدة في البحث الطبي.
وبشكل عام، فإن الجائزة تعترف بالإنجازات المهمة لهذين الباحثين ومساهمتهما في المجتمع العلمي.