انحسار الحقائق في السياسة: ماذا يعني هذا بالنسبة للديمقراطية؟

Transparenz: Redaktionell erstellt und geprüft.
Veröffentlicht am

وقام فريق بحث دولي من جامعة كونستانز بتحليل الخطاب السياسي في الكونجرس الأمريكي على مدى أكثر من 140 عاما.

Ein internationales Forschungsteam der Universität Konstanz analysierte die politische Rhetorik im US-Kongress über mehr als 140 Jahre.
وقام فريق بحث دولي من جامعة كونستانز بتحليل الخطاب السياسي في الكونجرس الأمريكي على مدى أكثر من 140 عاما.

انحسار الحقائق في السياسة: ماذا يعني هذا بالنسبة للديمقراطية؟

في دراسة شاملة، قام فريق بحث دولي بقيادة مجموعة التميز "سياسة عدم المساواة" بفحص الخطاب السياسي في ثمانية ملايين خطاب للكونجرس الأمريكي في الفترة من 1879 إلى 2022. وتظهر النتائج اتجاها مثيرا للقلق: فقد تراجعت الإشارة إلى الحقائق في الخطاب السياسي بشكل مطرد منذ السبعينيات، ولكنها الآن عند أدنى مستوياتها على الإطلاق. وفي بيئة سياسية تتسم بتنامي الاستقطاب والتفاوت الاقتصادي، فإن هذا يشكل مؤشراً على تغير عميق داخل السياسة الأميركية. والأمر اللافت للنظر بشكل خاص هو أن الانخفاض في المرجعية الواقعية بين الجمهوريين كان أكثر حدة منذ عام 2021، بينما في الوقت نفسه تتراجع الإنتاجية التشريعية.

وتستخدم الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Human Behavior، أساليب التحليل بمساعدة الكمبيوتر لتقييم الخطب وتحديد الكلمات المهمة. حدد الباحثون 49 كلمة رئيسية للغة القائمة على الحقائق و35 للغة القائمة على الحدس. وهناك مؤشر تم تطويره حديثا، وهو مؤشر EMI ("الدليل ناقص الحدس")، يحدد العلاقة بين نوعي الخطابة. تشير قيمة EMI الإيجابية إلى زيادة الإشارة إلى الحقائق، في حين تشير القيمة السلبية إلى التحيز تجاه المعتقدات الشخصية.

سياق السياسة الأمريكية الحالية

بعد شهرين من الانتخابات الأمريكية الأخيرة، يجتمع مجلسا الكونجرس في جلستهما التأسيسية. وسيكون من بين البنود الرئيسية على جدول الأعمال انتخاب الزعيم الجديد لمجلس النواب، حيث يتنافس الزعيم الحالي مايك جونسون، المدعوم من دونالد ترامب، من أجل إعادة انتخابه. وفي مجلس النواب، يتمتع الجمهوريون بالأغلبية بواقع 220 مقعدا من أصل 435، بينما يضم مجلس الشيوخ 53 عضوا جمهوريا. وإذا كانت هناك صراعات متكررة حول التعيينات الوزارية، والتي قد تواجه معارضة في مجلس الشيوخ، فإن هذا قد يعيق بشكل كبير أجندة ترامب اعتبارا من عام 2026. وهنا تختلط الصعوبات المرتبطة بالمناخ السياسي الاستقطابي بالتحديات التي تجلبها مثل هذه الأغلبية.

جانب آخر من الوضع السياسي الحالي هو قانون الموازنة الصادر عن مجلس النواب، والذي يمكن أن يؤدي إلى صراعات محتملة في الميزانية وإغلاق محتمل. ويمكن لتحقيقات الكونجرس أن تلعب دورا هنا. ونظراً لتزايد الاستقطاب السياسي، فإن التوصل إلى تسوية بين المعسكرات يبدو أمراً متزايد الصعوبة، الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة على المؤسسات السياسية. ولتجنب العقبات التشريعية، يستطيع ترامب أيضا استخدام الأوامر التنفيذية الرئاسية لتحقيق أهدافه السياسية، على الرغم من أن مثل هذه التدابير أقل استدامة ويمكن أن يسحبها خلفاؤه في أي وقت.

دور الوسائط الرقمية

في الوقت الذي تُحدث فيه وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في قنوات الأخبار والاتصالات، فإن الدور الذي تلعبه في التواصل السياسي يعد بالغ الأهمية. تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للمؤسسات السياسية والحكومية التفاعل بشكل مباشر مع جمهور عريض، وقد بدأ ظهور نظام إعلامي مختلط. وفي مثل هذا النظام، من الأهمية بمكان بالنسبة للسياسيين مثل ترامب أن يستخدموا المنصات الرقمية بفعالية. شكلت حملة ترامب لعام 2016 تحولاً في استخدام الجهات السياسية لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال استخدام الإعلانات المستهدفة بناءً على بيانات المستخدم.

وفي ألمانيا، تظهر الاستطلاعات أن المزيد والمزيد من المواطنين يحصلون على أخبارهم عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي لا يلاحظه الأحزاب السياسية. وهم يجرون اتصالات مباشرة بشكل متزايد مع الناخبين الشباب عبر القنوات الرقمية. يُنظر الآن إلى اتصالات الحملات الرقمية على أنها جزء لا يتجزأ من الإستراتيجية السياسية، مع ظهور التسويق المؤثر والتسويق الصغير في المقدمة بشكل متزايد. وتؤدي هذه الاتجاهات إلى رد فعل من الأحزاب التقليدية التي تناضل من أجل الأصوات.

باختصار، لا يتميز الخطاب السياسي الحالي في الكونجرس الأمريكي بالابتعاد عن الحقائق فحسب، بل يجب أيضًا النظر إليه في السياق الأوسع للاستقطاب السياسي، والتغيرات في التواصل مع الناخبين، والدور المتنامي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي. وفي حين يرى البعض أن وسائل الإعلام مصدر للتضليل والتشرذم، فإنها يمكن أن تكون بالنسبة للآخرين بمثابة منصات للمشاركة السياسية النشطة والتعبئة.